قصص إسلامية

 
 
 

ذكاء الإمام الباقر(ع)

 
 
 
 

عرف الصحابة والتابعون ما يتحلّى به الإمام الباقر عليه السلام منذ نعومة أظفاره بالعلم الغزير, والمعرفة الواسعة, فكانوا يرجعون إليه في كل المسائل التي لا يهتدون إلى حَلِّها.

يقول المؤرخون: إن الإمام محمد الباقر عليه السلام سُئل عن أدَقِّ المسائل فأجاب عنها, وكان له من العمر تسع سنين.

كما روى المؤرخون: أن رجلاً سأل عبد الله بن عمر عن مسألة, فلم يقف على جوانبها, فقال للرجل: اِذهب إلى ذلك الغلام - مشيراً إلى الإمام الباقر عليه السلام - فاسأله, وأعلمني بما يجيبك.

فبادر الرجل نحو الإمام وسأله, فأجابه عليه السلام عن مسألته, ثم خَفَّ إلى ابن عمر وأخبره بجواب الإمام عليه السلام.

عندها أبدى إعجابه بذكاء الإمام عليه السلام المبكر, وقال: (إنَّهم أهلُ بَيتٍ مفهمون).

ولا غرابة في الأمر فالله تعالى خَصَّ أهل البيت عليهم السلام بالعلم, والفضل, والمعرفة, وَوَهَبهم الكمال المطلق, الذي يَهِبُه لأنبيائه عليهم السلام .

وقال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم عن الأئمة المعصومين عليهم السلام: (إِنِّي تَاركٌ فيكم الثقلين, ما إِنْ تَمسَّكتم بِهِما لن تضلوا أبداً: كِتَابَ الله وَعِترَتي أهل بيتي).

فَكل فَرْدٍ من أئمة أهل البيت عليهم السلام لا تُخفَى عليه أيَّة مسألة تعرض عليه, لأنهم عليهم السلام زَقُّوا العلم زَقّاً.

فأخذوه من مصادره الأساسية الصحيحة, ونشروه على الناس جميعاً, ليظهروا الحق, ويُعلُوا كلمة الله جَلَّ شأنُه.