ذكريات لا تنسى

 
 
 

حادثة في الطريق

 
 
 

أذكر الحادثة بوضوح. في ذلك الوقت كان عمري خمس سنوات لمّا سافرتُ لأوّل مرّة مع أبي وأمي وأختي وأخي إلى مشهد بسيارتنا الصغيرة.
وعندما وصلنا إلى نصف الطريق تقريباً قلّت سرعة السيارة وتوقّفت. أبي حاول أن يشغّلها فما اشتغلت. كنّا مجبورين أن ننزل من السيارة رغم حرارة الشمس الشديدة. نزلت أمي وأختي وأخي وأنا، وبقي في السيارة أبي يحاول أن يشغّلها لوحده. حاول مرّات ومرّات لكن السيارة لم تشتغل.
بقينا ساعتين في الصحراء بدون ماء ولا طعام. تضجّرت أختي الصغيرة. وكنّا غير مرتاحين.. لكنّا ما قلنا شيئاً.
وبالتدريج ازداد العطش والجوع والتعب. أنا رفعت رأسي أنظر إلى السماء، ورفعت يدَيّ، وقلت: أيّها الإمام الرضا الغريب، نحن رائحون إليك.. إلى زيارتك، فخلِّصْنا من هذا العذاب.
في تلك اللحظة توقّفت قربنا سيارة لمساعدتنا. وكأن سائقها ميكانيكي سيارات! ومدّ يده يعالج السيارة. وفي خلال دقيقة واحدة تحرّكت سيارتنا وصعدنا فيها.
ومن تلك اللحظة فهمت رحمة الإمام الرضا وعظمته.