ذكريات لا تنسى

 
 
 

ركضتُ فوراً إلى الضريح

 
 
 

كان عمري (10) سنوات. ذهبت للمرّة الثالثة مع بابا وماما إلى مشهد المقدسة لزيارة الإمام الرضا عليه السّلام. المرّة الأخيرة كانت في صيف السنة الماضية.
في آخر يوم من الزيارة رُحتُ أنا وبابا باتجاه الحرم ونحن نمسك يداً بيد. قلبي يدقّ بسرعة من شدّة الفرح. كنت أحبّ أن نصل إلى الحرم بأسرع ما يمكن.
دخلت الحرم مع بابا. الازدحام شديد جداً. لم أتصوّر أنّي أستطيع أن اقترب من الضريح لكثرة ازدحام الزوّار. تمسّكتُ بيد أبي جيداً، وكان بابا يقرأ الزيارة بصوت منخفض وأنا أستمع إليه.
بعدها وقف بابا في جانب، وأخذ يصلّي. في هذه الأثناء سمعت خَدَمة الحرم يطلبون من الناس تخلية المكان والخروج. وفهمت أنّهم يريدون تنظيف الحرم. الناس بدأوا يخرجون.. لكن بابا ما زال يصلّي، وكنت قاعداً قدّامه.
فجأة فَطَنتُ أن ما حول الضريح خالٍ من الناس تماماً، فركضت فوراً إلى الضريح. وخطر ببالي في لحظة أنّ الله قد أعطاني هذه الفرصة للزيارة. ومن شدّة فرحي رُحتُ أُقبّل الضريح وأُقبّله وأنا أقول: اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد.
كنتُ أظنّ أنّي في حُلم، لكنّي متأكد أنّي في يقظة لا في حُلم، وقد حصلت على الأمل الذي ما قدرت على الحصول عليه في السفرة السابقة. وهو أمل يمكن أن يحصل عليه كلّ آحد.