ذكريات لا تنسى

 
 
 

البالون الأحمر

 
 
 

دقيقاً كان عمري 7 سنوات عندما ذهبنا لزيارة الإمام الرضا.
بعد الزيارة ذهبت أنا وأمي إلى السوق للاطلاع والشراء. اشترت أمي لي بالوناً أحمر. السوق مزدحم جداً، وكما يقولون: لا يوجد فيه حتى موضع إبرة. أمسكت البالون بيد، وباليد الأخرى ـ على ما أظن ـ أمسكتُ عباءة أمي.كنت أنظر إلى الناس والسوق، فرأيت لعبة جميلة. أردت أن أقول لأمي شيئاً، فوجدت أنّ يدي ممسكة بثياب رجل لا أعرفه! بكيت، فقال لي الرجل: ماذا بك ؟
قلت: أمي.. أمي ضاعت!
قال: تعالي آخذك إلى الشرطة.
والواقع أني كنت أخاف من الشرطة، ولذلك لم أذهب معه. وخلال الازدحام انفصلت عن الرجل. والآن كيف أذهب إلى الفندق الذي ننزل فيه ؟!
عدّة ساعات كنت ضائعة، وفجأة رأيت شرطياً. خِفت.. وانزويت في زاوية البالون الأحمر، لَفت نظر الشرطي إليّ. جاء الشرطي، فقلت له بخوف: سَـ.. سَـ.. سلام. واللهِ ما عملتُ شيئاً!
قال الشرطي: ابنتي.. ما اسمك ؟
قلت: زهراء.
قال: ما دام بالونك أحمر فالعلامة صحيحة، تعالي آخذك إلى أمّك.
ولمّا وصلنا إلى الفندق ورأيت أمي.. بكيت. بعدها عرفت أن أهلي كانوا قد ذكروا أوصافي للشرطة. ومنذ ذلك الوقت كتب أبي العنوان على ورقة وأعطاه لي وقال: ما دُمنا في مشهد فاجعلي هذا العنوان معك حتّى لا تَضيعي.