شارع القصص

 
 
 

البِنتُ.. السَّمكة

 
 
 

قالت البِنتُ الصغيرةُ لأُمِّها:
ـ أتمنّى لو أصيرُ سَمَكة!
قالت الأُمُّ بدَهشَة:
ـ ولماذا تَتَمنِّينَ هذهِ الأُمنيةَ الغريبة ؟!
قالت البِنتُ الصغيرة:
ـ لأنّ السمكةَ لا تَذهبُ كلَّ صَباحٍ إلى المدرسة، وهي تَعيشُ في البحرِ وتَتَنقَّلُ كما تُحِبّ.
قالت الأُمّ:
ـ أنتِ مُخطِئة يا عزيزتي. مِن الأفضَلِ أن تُحِبِّي المدرسة؛ لأنّك تَتَعلّمينَ فيها القِراءةَ والكتابة.
قالت البنتُ الصغيرة:
ـ أُريدُ أن أصيرَ سَمكة، وإذا صِرتُ سَمكةً فلابُدَّ أنّي سأكونُ سعيدةً دائماً.
وبعدَ قليل.. شَعَرتِ البنتُ بالنُّعاس. ثُمّ حَدَثَ أمرٌ غريب؛ فقد تَحقَّقَت أُمنيَة البنتِ الصغيرة، وتَحوَّلَت إلى سمكة، وباتَت تَعيشُ في البحر.
والمؤسِفُ أنّ البنتَ لم تَجِدِ السعادةَ كما كانت تَتوقَّع.. لأنّ الأسماكَ ابتَعدَت عنها خائفة، ورفَضَت التكلُّمَ مع تلكَ السمكةِ الغريبةِ التي لها رأسُ بِنت وجسمُ سمكة!
وشَعَرتِ البنتُ الصغيرةُ أنّها وحيدةٌ حَزينةٌ محرومةٌ من الأهلِ والأصدقاء، فأخَذَت تبكي وتَصيح.. وأفاقَت مِن النوم!
فَرِحَت البنتُ الصغيرةُ لمّا وَجَدَت نفسَها في فِراشِها.. ومُنذُ ذلكَ الوقت قَرَّرَت أن تُحِبَّ المدرسة.