شارع القصص

 
 
 

الحَجَرُ الصغير

 
 
 

قالَ الحَجَرُ الصغيرُ وهو يتأمّلُ الصُّخورَ الكبيرةَ بحُزن:
ـ ما أضألَني! ليتَني كنتُ صَخرةً عِملاقَة !
كانَ أشدَّ ما يُؤلِمُه أن يَرى الناسَ يَؤمُّونَ الجَبَلَ فلا يَختارونَ سِوى الحِجارةِ الكبيرة، وكانَ يَغبِطُ في نفسهِ تلكَ الصُّخورَ وهي تَتَّخِذُ طريقَها لِتُساهِمَ في بناءِ المَساجِدِ والمدارِس، أمّا هو فقابِعٌ في مكانهِ لا يَكتَرِثُ لَه أحَد.
ومَرَّتِ الأيّامُ.. وكادَ الحجرُ الصغيرُ أن يَنسى نفسَه.
وذاتَ صباحٍ مُشرِقٍ جميلٍ التَقَطَ الفتى الفلسطينيُّ ذلكَ الحجَرَ، ثُمّ قَذفَ بهِ وجهَ المُحَتلِّ الغريب، وعندَها أصبَحَ لِلحجارةِ الصغيرةِ شأنٌ كبيرٌ؛ لأنّها ستُحرِّرُ القُدسَ وتَبني الوطن.