قصص عامة

 
 
 

عندما ضاعت حقيبتي

 
 
 

في أحد الأيام... وكنت في الصف الثاني ابتدائي.. وفي طريق عودتي إلى البيت من المدرسة... توقفت لاكمال الحديث مع بعض الرفاق قبل أن نفترق... كل واحد إلى طريقه..
ولا أذكر ما هو بالتحديد الحديث الذي استدعى وقوفنا على ناصية الطريق مدة من الزمن.. ولكنّه بالتأكيد كان عن لعب الصغار وتساليهم، وليس شأناً له علاقة بالدرس والدراسة.. ثم مضى كل واحد منّا في طريقه..
وقبيل وصولي إلى البيت.. شعرت أني فقدت شيئاً كنت أحمله لم انتبه إلى ذلك من قبل.. فبسطت يدي.. بحركة عفوية.. ثم عدت راكضاً أبحث عن حقيبتي الضائعة..
وتوقفت في المكان الذي كنت أقف فيه مع رفاقي..
نظرت غلى الحائط الذي انسدت عليه حقيبتي.. لكني لم أجدها... فقد كان أحدهم قد أخذها.. فعدت إلى البيت باكياً..
استغربت أمي بكائي.. وسألتني عن السبب؟ وبعد أن أخبرتها.. ارتدت ثياب الخروج ثم خرجت معي تريد المدرسة..
حاولتُ أن أشرح لها أنّي لم أنس الحقيبة في المدرسة.. لكنّها اعتقدت أنني نسيتها في الفصل وأرادت أن تتأكد من ذلك بنفسها..
عدت إلى المدرسة مع أمي ولم يكن أحد هناك غير الفراشين..
طلبت أمي من إحدى الفراشات أن تذهب معها إلى فصلي لتبحث عن الحقيبة..
كنت متأكداً أنها ليست في الفصل.. ولكن أمي لم ظنت أني لا أعرف المكان الذي نسيتها فيه..
وبعدما سألتني عن المقعد الذي كنا أجلس فيه.. بحثت ولم تجدها.. ثم قررت العودة إلى البيت على أمل أن نجدها على الطريق..
وفي أثناء عودتنا...
وفي الجهة المقابلة لمكان وقوفنا.. كان هناك بقالة على الشارع المقابل لصحابها العم نعيم.. وكانت الحقيبة موضوعه على كيس أرز أو كيس حمص... لم أعد أذكر تماماً.. لكني أذكر أنّ الكيس كان كبير الحجم.. ولونه بني.. وكانت حقيبتي موضوعة أعلى الكيس.. في مكان بارز.. فتركت يد أمي وقطعت الشارع مسرعاً فرحاً بعثوري أخيراً على حقيبتي..
وفي هذه اللحظة..
كانت سيارة مسرعة تسير في الطريق..
أطلق سائقها سيلاً من الشتائم وهو يضع يده على (الزمور) ويدوس بقدمه على مكابح السيارة التي كان زعيقها يملأ المكان..
لكني وصلت بسلامة إلى الحقيبة وأمسكتها بكلتا يدي وشددتها إلى صدري..
فأسرعت أمي وضمتني إليها بحنان بعدما أصابها رعب شديد..

  التفتُ فرأيت الناس قد تجمعوا حولي للاطمنان عليّ.. لكنّي كنت مشغولاً بحقيبتي.. ولم اهتم بزعيق المكابح ولا ببوق السيارة.. ولا بكل الناس من حولي..
أخيراً... عادت لي حقيبتي..