قصص عامة

 
 
 

اول سيارة

 
 
 

عندما أنهيت مرحلة الروضة استعداداً للانتقال في العام التالي إلى المرحلة الابتدائية.. فاجأتني المعلمة في آخر أيام المدرسة بهدية جميلة.. عبارة سيارة حمراء كبيرة.. لها أبواب أربعة، تفتح كأنها سيارة حقيقية.. كما أنّ الغطاء الأمامي والخلفي يفتحان هما أيضاً.. كنت سعيداً بها.. وأنتظرت لحظة خروجي من الروضة لكي أقدمها لأمي وأبي وأخوتي باعتبارها هدية شرفية أخذتها من معلمتي في الروضة..
ومرت ساعات كأنها سنين طويلة.. شعرت بملل عظيم.. أريد الخروج..
صرت أدعو الله أن يمضي الوقت بسرعة من شدة اهتمامي بأن تشاهد أسرتي هذه الهدية غير المألوفة بالنسبة لي..
ومضى الوقت ببطء شديد.. وانتهى اليوم الأخير من الروضة.. وحملت لعبتي الجديدة أترقب وصول أسرتي لأنّ أبي وأمي وعداني أن يأتيا ليأخذاني من المدرسة في اليوم الأخير.. باعتباري أصغر الأبناء..
وركضت نحو أمي وأبي ألوح بالسيارة الحمراء وكأني فارس عاد منتصراً من حرب طاحنة.. يرفع سيف الانتصار..
وعندما وصلت إليهما واحتضنتني أمي.. قلت لها على عجل.. أمي أمي.. أنظرا هدية معلمتي..
وكانت الابتسامة الواسعة تغمر وجه أمي ذات الوجه الأبيض المائل إلى الحمرة.. وقبل أن تجيبني صاحت أختي التي تكبرني بسنوات قليلة وكانت برفقتهما: نعرف هذا.. فنحن من أعطى السيارة للمدرسة..
في هذه اللحظة.. كرهت السيارة.. لم أعد أريدها.. وددت أن أحطمها..
حاولت أمي أن تسكت أختي.. ولكن الأمر كان قد انتهى.. ولم تنفع بعدها كل محاولات تطييب الخاطر..
وصرت أعامل السيارة كعدوة لي..
صرت على صغر حجمها.. أركب فوقها.. وأرفع قدمي الصغيرتين.. وأتمسك بالجدران ثم أدفع نفسي بكل قوة، فتسير السيارة وأنا فوقها رغم أني بالنسبة لها حمولة فوق الزائدة.. فهي سيارة للعب لا للركوب..
وعندما تحطمت من سوء الاستعمال.. لم أكن حزيناً.. لأنني تمنيت لو أعطتني معلمتي سيارة لعبة ورقية وحتى لو كانت من دون إطارات.. ولو فعلت ذلك لاحتفظت بها طوال حياتي..