قصص عامة

 
 
 

المغامرات الصغيرات

 
 
 
إيمان طفلة في العاشرة من عمرها، تحب التعرف إلى كل جديد، وإلى صديقات جديدات. إيمان تتحدث إلى صديقتها سهى:
ما رأيك أنْ نزور معاً البنات اللاتي في عمرنا في أندية الاحتياجات الخاصة.
سهى: فكرة جميلة، لكنْ ما الهدف؟

إيمان: لنتعرف إلى صديقات جديدات لهنّ حاجات خاصة مختلفة عنّا، ونتعرف إلى طريقة حياتهن..
سهى: رائع.. وما رأيك أن نخبر المعلمة سامية، مدرسة الفصل بذلك، ربما نذهب ضمن مجموعة من المدرسة.
إيمان: موافقة.. هيا بنا..
عرضت إيمان وسهى الفكرة على المعلمة سامية فقالت: عمل طيب، وفيه تآلف وأخوّة.. ولكن لماذا تعتقدن أنهم مختلفات عنكن.. فهن مثلكن تماماً يدرسن ويلعبن ويفرحن...
سهى: من أين بدأ؟
المعلمة سامية: لنشكل فريقاً من الطالبات ثم نجري اتصالاً بأحد الأندية..
إيمان: لنبدأ فوراً.
الطالبات في الفصل وافقن على الفكرة، وانتخبن مجموعة صديقات ليذهبن في أوّل زيارة، وعلى رأسهن سهى وإيمان والمعلمة سامية.. وقررن أنْ لا يقلن أصحاب الاحتياجات الخاصة بل أصحاب الاحتياجات الإضافية.. وستكون الزيارة الأولى في عطلة نهاية الأسبوع إلى فتيات نادي الصم والبكم بعد الحصول على الموافقة.
وعندما جاءت عطلة نهاية الأسبوع تجمّعت الفتيات منذ الصباح الباكر في باحة المدرسة الخارجية وانطلقن برفقة المعلمة سامية في باص المدرسة.
ودار الحوار التالي:
المعلمة سامية: ما رأيكن أن نطلق على مجموعتنا اسماً معينا؟
سهى: فكرة طيبة..
إيمان: أقترح اسم مجموعة السعادة..
قالت أخرى: أو اسم مجموعة الأخوات السعيدات.
قالت فتاة اسمها وردة: الاسمان جميلان.. لكن ما رأيكن باسم المغامرات الصغيرات..
الجميع دون تردد: رائع.. رائع.. لنكن (المغامرات الصغيرات).
يصل الباص إلى النادي.. وتترجل الفتيات منه..
تستقبلهن رئيسة النادي مرحبة بلغة الصم والبكم..
تبدأ البنات بمحاولة التواصل بالإشارة.. ويشعرن بمعاناة لأنهنّ لا يفهمن هذه اللغة..
  تقول سهى: التواصل معهن صعب.. لا أدري كيف يقتفاهمن مع بعضهن بعضاً؟

تقول المعلمة سامية: للصم والبكم لغة إشارة خاصة يعرفونها، ويتفاههمون بها بوضوح فيما بينهم..
إيمان: أبي يعرف لغة الصم والبكم..
وردة: يجب أن نتعلم أهم كلماتها لنتحاور معهن..
سهى: هذه أول عقبة نواجهها.. لكنها بسيطة بإذن الله..
وردة: لا بأس لنستخدم أولاً القلم والورقة..
قالت فتاة اسمها دعاء: أنا خطي جميل.. وواضح... سوف أتولى المهمة..
قالت إيمان: وأنا معي قلم ودفتر.. كنت أريد أنْ أدوّن المعلومات لأضعها في لوحة الحائط في المدرسة..
المعلمة سامية: يا لها من أفكار مبدعة..
السيدة مديرة النادي تشير لهن بالدخول.. فيتفاجأن بعدد كبير من عضوات النادي بانتظارهن في الباحة الداخلية..
سهى وهي تضحك بسعادة: مغامرة فريدة جديدة..
إيمان: سأحاول تعلم لغة الإشارة لأتكلم معهن..
بنات النادي رحبن بالمغامرات بحرارة.. ودعوهن بلغة الإشارة للقيام جولة في النادي...
تدخل الفتيات إلى النادي حيث يلتقين بمجموعة كبيرة من الفتيات ويكون لقاء أخوياً حميماً.. ويقضي الجميع فترة مسلية تتعلم فيها الفتيات المغامرات كثيراً عن حياة الصم والبكم.. ويعرفن أنهن مثلهن تماماً.. يدرسن ويقرأن، ويتعلمن، ويتحاورن.. بأسلوبهن وبطريقتهن الخاصة.. وبينهم المبدعات والشاعرات والرسامات واللاعبات الماهرات في الرياضة والسباحة وغيرها من الأنشطة الرياضية.. حتى إن فتيات النادي كن يتغلبن على الفتيات المغامرات في بعض الأنشطة التي أقمنها داخل النادي.. لكنهن من لطفهن كن يخسّرن أنفسهن من أجل أن تربح ضيفاتهن المغامرات..
وفي ختام الرحلة الممتعة قدمت فتيات النادي لصديقاتهن الجديدات تذكارات جميلة من صنع أيديهن فيها كثير من الإبداع، مثل لوحات رسم وأشغال يدوية وأشكال فنية متنوعة..
وخرجت المغامرات من النادي بعد تجربة جديدة فريدة.. سعدن بها، وقررن أن يخبرن صديقاتهن في المدرسة عن هذه التجربة بانتظار تجربة جديدة أخرى...