قصص إسلامية

 
 
 

إحسان الإمام الحسن(ع)

 
 
 
 

روي أنه عليه السلام وَجَد شاةً له قد كُسِرت رجلها، فقال عليه السلام لِغُلامٍ له: (مَنْ فَعَل هذا ؟).

فقال الغلام: أنا.

فقال له عليه السلام: (لِمَ ذلك ؟).

فقال الغلام: لأجلبَ لَكَ الهَمَّ والغَمَّ.

فتبسَّم عليه السلام وقال له: (لأُسِرُّك، فأعتَقَه وأجزَلَ لهُ في العطاء).

وروي أن شامياً غَذَّاه معاوية بالحقد على أهل البيت عليهم السلام، رأى الإمام عليه السلام راكباً، فجعل يلعنه، والحسن عليه السلام لا يردُّ عليه.

فلمَّا فرغ الرجل أقبل الإمام عليه السلام عليه ضاحِكاً وقال: (أيها الشيخ، أظنُّك غريباً، ولعلَّك شُبِّهْتَ ؟. فلو استَعْتَبْتَنا أعتبناك، ولو سَألتَنا أعطيناك، ولو استرشَدْتَنا أرشدناك، ولو استَحْملتَنَا أحملناك، وإنْ كنتَ جائعاً أشبعناك. وإن كنتَ عرياناً كَسَوناك، وإن كنتَ مُحتاجاً أغنيناك، وإن كنت طريداً آويناك، وإن كانَ لك حاجة قضيناها لك. فلو حَرَّكتَ رحلك إلينا، وكنتَ ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعْوَد عليك، لأنَّ لنا مَوضِعاً رحباً، وجَاهاً عريضاً، ومَالاً كثيراً).

فلما سمع الرجل كلامه بكى، ثم قال: أشهد أنَّك خليفة الله في أرضه، الله أعلمُ حيث يجعل رسالته، كنتَ أنتَ وأبوك أبغضُ خَلقِ الله إليَّ، والآن أنتَ وأبوكَ أحَبُّ خلقِ الله إليَّ.

ثم استضافه الإمام عليه السلام حتى وقت رحيله، وقد تغيَّرت فكرته، وعقيدته، ومفاهيمه، عن أهل البيت عليهم السلام.

وفي هذا التصرف منه عليه السلام درسٌ تربوي في كيفية التعامل مع الطرف الآخر، حتى لو كان خصماً.

وهذا النحو من المعاملة مُستَفَادٌ من القرآن الكريم، وذلك في قوله تعالى: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾(فُصِّلت: 34).