حدائق وأناشيد

 
 
 

أمامَ المِرآة

 
 
 
رَأيتُ طِفلاً ضاحِكاً مِثْلي
يَقْفِزُ كالأرنَبْ
يَعْدو ولا يَتْعَبْ
أشَّرْتُ لِلطِّفلِ أنا مِن بَعيدْ
أشَّرَ لي مِن بَعيدْ
وها أنا أقْتَرِبْ
ها إنَّهُ يَقْتَرِبْ
مَدَدْتُ نَحْوَهُ يَدي
فَمَدَّ نَحْوي يَدَهُ
لكنَّنا لَمْ نَلْتَقِ..
قُلتُ لَهُ: تَعالْ
فقالَ لي مِن دُونِ أنْ أسمَعَهُ: تَعالْ
مَدَدْتُ للطِّفلِ أنا لِساني
فَمَدَّ لي لِسانَهْ
صِحْتُ بِهِ مُهَدِّداً
أجابَني مُهَدِّداً
حاوَلْتُ أنْ أضَرِبَهُ
حاوَلَ أن يَضْرِبَني
ضَرَبْتُهُ.. تَكسَّرَ الزُّجاج
وخَلْفَهُ، لا لم أجِدْ أحَدْ
قد خافَ مِنّي.. فاختَفى الوَلَدْ!