أبطال كربلاء

 
 
 

زهير بن القين

 
 
 

مِن أبطال واقعة كربلاء وشخصيةٌ خالدةٌ دافعت عن دين الله ونصرت الإمام الحسين (ع) بالدماء الزكيَّة، ذلك هو زهير بن القين بن قيس البجلي، اشترك في الفتوح الإسلامية والتحق بركب الحسين (ع) أثناء الطريق. فحين سار ركب الهاشميين وأنصارهم صَوب كربلاء كان هناك موكبٌ يقوده زهير بن القين.

وكان زهير يُساير ركب الحسين (ع) دون أن يقترب منه، وأرسل الحسين (ع) في طلبه وهو جالس يتغذى، فسكت زهير برهة حتى قالت له زوجته: "يبعث إليك ابن رسول الله (ص) ولا تذهب إليه؟ سبحان الله؟! اذهب إليه واسمع ما يقوله لك". ولمَّا ذهب إلى معسكر أبي عبد الله الحسين (ع) وسمع كلامه الإلهي. التحق بركب الحسين (ع) المبارك فجعله قائدًا للجبهة اليُمنى من عسكره، وعشق البقاء مع إمامه (ع) وقد خيّره الحسين (ع) بين الذهاب والبقاء، فقال للإمام (ع): "والله لو أُقتل ألف مرَّة لهُوَ أحبّ إليّ من ترك ابن رسول الله وأهل بيته (ع)".

وتقدم يوم المعركة إلى معسكر ابن سعد وقال لهم: "أنذركم من عذاب الله، إني أنصحكم نصيحة المسلم للمسلم ونحن الآن على دين واحد"، فشتموه ومدحوا الظالم عبيد الله بن زياد والي الكوفة بل وأصّروا على قتال الحسين (ع) ورماه الحاقد شمر بن ذي الجوشن بسهم وقال له: "اسكت لن نسمع لك كلامًا"، فأرسل الإمام الحسين (ع) من يقول له لن ينفع النُّصح لهؤلاء فاتركهم يا زهير.

وعند بدء القتال برز زهير بن القين كالأسد الغاضب على أعداء الله مخلصًا لإمام الحقِّ فقتل الكثير من الأعداء حتى قتله كُثَيْر بن عبد الله الشعبي فجاء إليه أبو عبد الله (ع) وناداه: "لعن الله قاتليك يا زهير". وقد ذكره الإمام صاحب الزمان (عج) في زيارة (النَّاحية المقدسة) لعُلوّ منزلته ومكانته.