أبطال كربلاء

 
 
 

مسلم بن عوسجة

 
 
 

كانت مهمَّة عمرو بن الحجاج الزبيدي ومعه أربعة آلاف نفرٍ من جيش عُمَر بن سعد، أن يمنعوا الماء عن الحسين وأصحابه، فلمَّا حملُوا على أصحاب الحسين (ع) ثبتوا لهُم على قِلَّتِهم فرَموهُم بسهامهم فقتلوا منهم جماعةً وأرجعوهُم إلى الوراء، وقد واجهَهم مسلم بن عوسجة وثبت أمامهم حتى استشهد رضوان الله عليه، فمشى لمصرعه الحسين (ع) ومعه حبيب بن مظاهر الأَسدي فقال الحسين (ع): "رحمك الله يا مُسلم" ثم تلا قوله تعالى: "فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا"، وكان بمسلمٍ رمقٌ من الحياة، فدنا مِنه حبيبٌ بن مظاهر وقال: "عزَّ عَلَيَّ مصرعك يا مُسلم، أَبشر بالجنَّة، فقال مُسلمٌ: "بشَّرك الله بخير"، فقال حبيب: "لو لا أعلم أنَّي في الأثر لأحببت أن توصيني بما أهمَّك"، فقال مسلم: "أوصيك بهذا"، وأشار بيده إلى الحسين (ع)، قاتل دونه حتى تموت.