أبطال كربلاء

 
 
 

عمرو بن جُنادة الأنصاري

 
 
 

جُنادة الأنصاري من الموالين المخلصين لأهل البيت عليهم السلام، خرج مع الحسين (ع) مِن مكَّة ومعه زوجته (أم عَمرو) وولده عَمرو -قيل أنَّه مراهق لم يبلغ الحُلم- وقيل أنَّه شاب- حتى وصلوا معه إلى كربلاء.

وقد قُتل جُنادة الأنصاري رضوان الله عليه في الحملة الأولى التي استشهد فيها خمسون من أصحاب الحسين (ع)، فأقبلت زوجته أم عَمرو إلى ولدها عَمرو فألبسته لامَةَ الحرب وقالت له: "يا بُنَيَّ، اخرج وقَاتل بين يديّ ابن رسول الله"، فجاء يستأذن الحسين (ع) في القتال فلم يأذن له الحسين (ع) قائلاً: "هذا غلامٌ قُتل أبوه في المعركة ولعلَّ أمه تكره خروجه"، فقال الغلام: "إن أمي هي التي أمرتني بذلك"، فبرز الغلام وهو يقول:
أميري حسين ونعم الأميـر**سُـرورُ فـؤادِ البشيرِ النذير
علــــيٌّ وفاطــمـةٌ والـداه** فهل تعلمون له مـن نظيـر


وقاتل حتى استشهد، فقطع الأوباشُ رأسه ورموا به نحو عسكر الحسين (ع) فأخذته أمه ومسحت الدَّم عنه وهي تقول: "أحسنت يا ولدي ويا قُرَّة عيني"، ثم عادت إلى المخيم فأخذت عمود خيمة وحملت على القوم وهي تقول:
أنا عجوز في النسا ضعيفة**خـاوية بـالية نـحيفة
أضـربكم بضربة عنيفـة**دون بني فاطمة الشريفة


فضربت رجلين بالعمود فقتلتهما، ثم أمر الحسين (ع) بردها إلى الخيمة بعد أن جزاها خيرًا.